سفيان الثوري، المعروف باسم الإمام أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، كان شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، حيث برز كرواد في علم الفقه والتفسير. وُلد في قرية ثور بين البصرة والكوفة في العراق القديم، ونشأ في بيئة دينية وثقافية غنية أثرت على توجهاته نحو دراسة العلوم الشرعية. بدأ رحلته العلمية منذ صغره بتلاوة القرآن الكريم تحت إشراف الشيخ حماد بن أبي سليمان الأنصاري، ثم انتقل إلى دراسة الحديث النبوي الشريف ومعانيه على يد كبار العلماء مثل عطاء الخراساني ومجاهد بن جبر. اشتهر بسعيه المتواصل للحصول على المعرفة، حيث قام برحلات علمية عديدة خارج وطنه الأم. كان سفيان معروفاً بمواقفه الصارمة تجاه الخطيئة والمعاصي، وحبه للزهد والصبر والثبات على الحق. أثرت هذه القيم على نهجه التعليمي، مما جعله نموذجاً يحتذى به لكل طالب معرفة وفهم دين الله. أسس أول مدرسة متخصصة لدراسة علوم الدين في البصرة، ومن أهم مؤلفاته كتاب الجامع الكبير الذي يعتبر مرجعاً أساسياً في الفقه الإسلامي. توفي سنة 180 هجري الموافق لعام 796 م، تاركاً خلفه إرثاً هائلاً من المؤلفات والأعمال الفقهية التي ما زالت مرجعاً أساسياً لفهم أحكام الشريعة الإسلامية بشكل صحيح.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : مضَعضَعحياة وتأثير سفيان الثوري رائد الفقه والتفسير الإسلامي
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: