محمد بن علي بن أبي بكر السهروردي، المعروف أيضًا باسم “السهروردي المقتول”، كان فيلسوفًا وكاتبًا بارزًا في التاريخ الإسلامي. وُلد حوالي عام 1155 ميلاديًا في سمرقند، الواقعة بين إيران وأفغانستان حاليًا. اشتهر بشخصيته المثيرة للجدل بسبب فلسفته التي جمعت بين التصوف والفلسفة اليونانية القديمة. بدأ رحلته التعليمية تحت إشراف الشيوخ الصوفيين قبل أن ينتقل إلى بغداد حيث درس العلوم الدينية والأدب العربي والكلاسيكيات اليونانية. تأثر بعمق بفكر ابن سينا وابن رشد، مما أدى إلى تطوير نظامه الفلسفي الخاص المعروف باسم “مشرب الهيئة”، الذي يدمج العناصر الروحية والإنسانية مع القوانين الطبيعية والعقلانية. من أشهر مؤلفاته كتاب “العوارف”، وهو عمل شامل حول الأخلاق والنفس البشرية، وكتاب “الهادي إلى سبيل الرشاد” الذي يُعتبر من أولى الأعمال الغربية الحديثة التي تتناول علم المنطق. على الرغم من إسهاماته الأدبية والفكرية البارزة، لقي مصيرًا مأساويًا عندما قُتل عام 1191 ميلاديًا أثناء سفره نحو دمشق بناءً على طلب السلطان صلاح الدين الأيوبي بحجة انتشار أفكار غير تقليدية عبر كتبه. حتى يومنا هذا، ما زالت شخصيته ومذهبيه محل نقاش ونقد داخل المجتمعات الإسلامية.
إقرأ أيضا:عطارد بن محمد الحاسب
السابق
العمل الإنساني بين المسؤولية الفردية والجماعية
التاليألحان الشتاء وانسجام قطرات المطر رحلة عبر المشاعر والأجواء
إقرأ أيضا