نشأة المنهج البنيوي وتطوره رحلة من الفلسفة إلى العلوم الإنسانية

نشأة المنهج البنيوي تعود جذورها إلى الفلسفة الحديثة، حيث دار جدل كبير بين التيار المثالي والتيار المادي حول قضيتي الحقيقة والوجود. استعارت البنيوية من المثالية الكانطية السبيل لفحص بنية النص من الداخل، مؤكدة على وجود نسق أولي ترتكز عليه المظاهر الخارجية التي تقوم عليها النصوص. أول من أسس المنهج البنيوي هو الفيلسوف وعالم اللغة فرناند دي سوسير، الذي صاغ التصنيفات العامة التي شكلت بداية النقد البنيوي. بدأت دراسته اللغوية ذات الفاعلية في بلورة البنيوية اللغوية، حيث أكد أن اللغة ليست مجموعة حسابية للعبارات التي يتفوه بها مجموعة من الناس، بل روابط تربطهم ببعضهم البعض، تعمل بانتظام تام. تطور المنهج البنيوي بشكل ملحوظ عند كلود ليفي شتراوس، الذي استطاع التطوير على المنهج البنيوي والإفادة منه في البحوث الأنثروبولوجية. ارتكزت أبحاثه حول دراسة العقل البشري عند الإنسان في العصور القديمة، فدرس الأساطير وبنيتها، وعادات الشعوب والنظم الفكرية التي سادت فيها. من خلال دراسات دي سوسير، أفاد شتراوس في دراسة عامل اللغة البنيوي في المجتمعات القديمة، وعندما درس الأسطورة أكد على أنها ليست مرادفة للخرافة، ولا تعني أن المجتمعات القديمة كانت أقل تطورًا من حيث البنية الفكرية. بهذا الشكل، تطورت البنيوية من الفلسفة إلى

إقرأ أيضا:أثر التدريس باللغة الأجنبية على جودة التعليم وصناعة الطبقية
السابق
جون لوك ونظريته حول المعرفة مراجعة متعمقة
التالي
عنوان مسيرة النهضة والتقدم في نهج الدراسات التاريخية

اترك تعليقاً