يعد علم الجينات حاليا من العلوم التي إكتسبت شعبية واسعة لدى بعض الأمم التي تبحث عن أصولها المجهولة، وتعمق هذه الفئات في هذا العلم بغير دراية جعلهم يخرجون بأقوال منافية لمبادئه وللمنطق العلمي أيضا، حيث يزعم هؤلاء المتطفلين على العلوم أن علم الجينات يحدد العرق وهو قول لا أساس له جينيا، وأن سكان شمال إفريقيا لا تربطهم علاقة جينية بالمشرق، وهذه الهرطقات العلمية أوجبت علينا أن نتطرق لهذا التدليس الذي طال هذا العلم خاصة الشق المتعلق بسكان شمال إفريقيا، هل هم مشارقة جينيا أم لا ؟
إن الشعب المغربي حسب الدراسات الوراثية الجينية المحكمة، هو مشرقي الأصول والجينات، منذ عهد الإيبيروموريسيين { أقدم سكان شمال إفريقيا }، بحيث أن العلماء بعد قيامهم بدراسة جينية على رفات 5 أشخاص من مقبرة تافوغالت المنتميين للحضارة الإيبروموريسية التي تعود ل15000 سنة، تبين أنهم مشارقة جينيا بما نسبته 63.5٪، فقد جاء في الدراسة تفصيلا على مجلة العلوم الأمريكية (Science) :
“ إن جينات الإيبيروموريسين تتشارك في الأصول الجينية المشتركة مع النطوفيين (المشارقة) بما نسبته 63 بالمئة (في المرتبة الأولى) ثم تأتي بعدها جينات جنوب الصحراء الافريقية بنسبة 37 بالمئة “. (راجع الدراسة هنا)
إقرأ أيضا:الهجوم على لغة القران وسياسة الانعزال والتقسيموجاء في نفس الدراسة أيضا حول الأصول الوراثية لسكان شمال إفريقيا الحاليين : “ يشترك سكان شمال إفريقيا الحاليون أغلبية أسلافهم مع سكان الشرق الأدنى الحاليين، وليس مع الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى “. (راجع هنا)
وفي دراسة جينية أخرى صدرت سنة 2021 عن جامعة أوكسفورد البريطانية أكدت هي الأخرى الأصل المشرقي العربي للإيبروموريسين أقدم سكان شمال افريقيا بحيث جاء فيها بصريح العبارة : “ العرب الشرقيون أيضًا هم الأكثر تشابهًا مع الأيبيروموروسيين، الذين كانوا حتى الآن “. (راجع د، هنا)
وهو نفس ما جاء في دراسة سانشيز (Marcel Lucas-Sánchez’s) الجينية ومن معه التي أشرف عليها المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني (CSIC)، المنشورة سنة 2021 ، بحيث ورد فيها حول أصول الإيبيروموريسين الجينية : ” وقد تم العثور على العديد من الحفريات في شمال أفريقيا، ولكن لم يكن من الممكن استخراج وتحليل الجينوم الخاص بها إلا لعدد قليل منها. يعد موقع تافوغالت في المغرب (الذي يعود تاريخه إلى ما بين 15100 و13900 سنة قبل الحاضر) أقدم موقع حتى الآن يقدم بيانات الحمض النووي ليس فقط في شمال أفريقيا ولكن في أفريقيا ككل. يُظهر أفراد تافورالت الذين تم تحليلهم تقاربًا كبيرًا تجاه سكان الشرق الأدنى، وخاصة النطوفيين من العصر الحجري القديم، الذين يتشاركون معهم 63.5% من أسلافهم في المتوسط “. (راجع الدراسة هنا)
إقرأ أيضا:الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 3 (أبو العلاء زهر)وعلى نفس المنوال تؤكد دراسة جينية أخرى صادرة عن جامعة أوكسفورد سنة 2022، تحت عنوان (Ancient Human DNA and African Population History)، الأصول الجينية المشرقية لسكان شمال إفريقيا سواء القدامى أو الحالين بحيث جاء فيها :
“ إن العديد من سكان شمال إفريقيا الحاليين يشبهون سكان الشرق الأدنى الحاليين من الناحية الوراثية أكثر من أولئك الذين يعيشون في جنوب الصحراء الكبرى“. (راجع هنا)
وما نخلص له من هذه الدراسات العلمية أن العرب وسكان بلاد المغرب لا يفرق أي شيئ بينهم وبين عرب المشرق فكلاهم له أصل وراثي مشترك، وهذه حقيقة علمية لا غبار ولا شك فيها.
وهذا ورد بشكل صريح في الدراسة الجينية الصادرة حديثا (2023) التي همت منطقة السوس الأقصى بالمغرب تحت عنوان 《Genetic characterization of the Berber-speaking population of Souss (Morocco) based on autosomal STRS》؛ إذ خلص العلماء في الدراسة بعد مقارنة التقارب الجيني لسكان شمال إفريقيا وسوس مع باقي الشعوب أن المغاربة أقرب وأكثر إرتباطا جينيا بالعرب ؛ بحيث جاء في الدراسة صراحة : ” كانت مجموعة شمال إفريقيا متقاربة مع مجموعة شبه الجزيرة العربية، مما يدل على القرب الجيني بين سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “.
إقرأ أيضا:مسلسل الوعد : ملحمة تاريخية عن السيرة الهلاليةيقول الدكتور نارويا سايتو (Naruya Saitou) أستاذ المعهد الوطني لعلم الوراثة باليابان حول التنوع الجيني لسكان شمال إفريقيا :
“ أظهرت التحليلات على مستوى الجينوم في سكان شمال إفريقيا نمطًا ديموغرافيًا معقدًا…، يتميز هذا السيناريو المعقد بمكوِّن أصلي في مجموعات سكانية شمال أفريقية موجودة ربما تم إدخالها في إفريقيا من الشرق الأوسط في أوقات ما قبل الهولوسين. تُرى المكونات الجينية الأخرى في شمال إفريقيا، مثل مكون جنوب الصحراء الذي ربما تم إدخاله في شمال إفريقيا في الآونة الأخيرة بما يتفق مع تجارة الرقيق جنوب الصحراء الكبرى، ومكون شرق أوسطي قد يكون مرتبطًا بالنيوليتيزيشن أو عمليات التعريب؛ ومكون أوروبي نتيجة لتدفق الجينات عبر البحر الأبيض المتوسط “. (راجع هنا).
ويصرح عالم الآثار والأنتروبولوجيا الدكتور وليام ستيبينج (William Stiebing) في مؤلفه العلمي المشترك مع عالمة الآثار الدكتورة سوزان هيلفت (Susan Helft)، بحيث يقول عن خلاصة النتائج الجينية التي أجريت حتى اليوم عن سكان شمال افريقيا :
“ أكبر دراسة على الحمض النووي المصري القديم، نُشرت في عام 2017م، وقد جادلت بأن المصريين القدماء كانوا أكثر ارتباطًا بالمجموعات العربية والمشرقية من الأفارقة جنوب الصحراء، وأنه لم يكن هناك تغيير طفيف على مدار تاريخ مصر…،
وتشير الدراسات الجينية لسكان شمال إفريقيا الحديثة عمومًا إلى تدفق كبير لسكان الشرق الأدنى منذ العصر الحجري الحديث أو قبل ذلك “. (راجع المصدر هنا)
وإلى جانب ما سلف نستعين كذالك بدراسة الدكتورة أرونا Arauna أستاذة علم الجينوم القديم بجامعة توبنغن الألمانية الصادرة سنة 2015، وقد أشرف على هذه الدراسة المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني {CSIC} ؛ والعديد من الجامعات والمراكز العلمية من بينها جامعة ابن زهر بأكادير ؛ وجامعة وهران..إلخ، وقد خلص العلماء من خلال تحليل أكثر من 400 عينة (المغرب)، إلى أن الأصول الوراثية للمغاربة الحاليين يغلب عليها العنصر المشرقي الممثل في (سوريا)، وهو مرتبط أساسا بهجرات عكسية من الشرق الأوسط لشمال إفريقيا مند العصر الحجري الحديث حتى الفتح العربي الإسلامي.
كما أن العلماء قامو بإجراء مقارنة بين الأصول الوراثية لعرب المغرب والبربر، فكانت النتيجة أنه لا يوجد إختلاف وراثي فكل من الفئتين لها أصول شرق أوسطية عالية جدا، كما هو مبين في المبيان أسفله :
وعن سبب عدم وجود تمايز جيني كبير بين العرب والبربر وإرتفاع المكون المشرقي في كلاهم ؛ جاء في دراسة أرونا أن ذالك راجع إلى الهجرة العربية الكبرى التي عرفتها منطقة المغرب العربي منذ القرن السابع ميلادي وما تلاها من تأثير ديموغرافي وجيني وثقافي شمل جميع الساكنة بما فيهم البربر عامة ؛
ونختم هذه الفقرة بالإشارة إلى أن الأصول المشرقية للمغاربة أو سكان شمال إفريقيا عامة تتأكد كذالك من خلال السلالات الجينية التي يحملونها، إذ أن السلالات الجينية الشائعة لديهم هي كل من السلالة J الشرق أوسطية الأصل والسلالة E-M35 الشامية الأصل ؛ جاء في دراسة الدكتور Paolo Francalacci أستاذ علم الجينوم والأنثروبولوجيا البيولوجية بجامعة كالياري بإيطاليا ومن معه، حول كثرة هذه السلالة العربية في بلدان المغرب ؛ 《 السلالة J-M267 (J1) تبلغ ذروتها في بلاد الشام وشمال أفريقيا وترتبط ارتباطا وثيقا بانتشار السكان العرب 》.
كما ورد في دراسة الدكتورة F Brisighelli الجينية ومن معها المنشورة سنة 2014 تحت عنوان “Correction: Uniparental Markers of Contemporary Italian Population Reveals Details on Its Pre-Roman Heritage”، عن السلالة J1 وإنتشارها في بلاد المغرب :《تبلغ السلالة J1-M267 ذروتها في بلاد الشام وشمال إفريقيا، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بانتشار الشعوب العربية، حيث تنخفض بشكل مفاجئ خارج هذه المنطقة (بما في ذلك الأناضول وشبه الجزيرة الأيبيرية)، حتى لو أظهرت نسبة ملحوظة في صقلية 》. (راجع الدراسة هنا)
وهو نفس ما أكدته دراسة جينية أخرى حديثة تتزعمها الدكتورة Rebecca Anne MacRoberts من جامعة إيفورا بالبرتغال؛ تحت عنوان {Shrouded in history: Unveiling the ways of life of an early Muslim population in Santarém, Portugal (8th- 10th century AD)} ، إذ جاء في الدراسة ؛ 《 المجموعة الفردانية Y-chromosome J1، التي لها أصول شرق أوسطية واضحة، وتوجد نسبة عالية منها في شمال أفريقيا. على وجه التحديد، يصل تكرار هذه المجموعة الفردانية إلى 40-80% تقريبًا عبر شبه الجزيرة العربية وأكثر من 30% في تونس والجزائر والمغرب. في المقابل، يبلغ متوسط تكرارها حوالي 5% في أوروبا ويقارب 10% في أيبيريا 》.
وترتبط هذه السلالة في شمال إفريقيا اساسا بالهجرة العربية ؛ بحيث جاء في دراسة الدكتورة Almut Nebel ومن معها الجينية تحت عنوان 《 أدلة وراثية على توسع القبائل العربية في جنوب بلاد الشام وشمال أفريقيا 》 ؛ ” تشير نتائجنا الأخيرة إلى أن غالبية كروموسومات (J-M267)Eu10 في شمال غرب أفريقيا ترجع إلى التدفق الجيني الحديث الناجم عن هجرة القبائل العربية في الألفية الأولى من العصر المشترك ” ؛
أما السلالة الشامية E-M35، فنسبتها في مصر حسب مختبر فاميلي تري الجيني الأمريكي《19%》 وفي ليبيا 《28%》وفي تونس 《31%》وفي الجزائر 《31%》وفي المغرب 《37%》. (راجع الموقع الرسمي من هنا)
وهو ما يصرح به أيضا العالم الروسي البروفيسور أناتولي كليوسوف (Anatole Klyosov) واضع أسس جينولوجيا الحمض النووي ؛ بحيث كشف أن العرب لديهم جينوم مشترك في عموم الوطن العربي مع الإشارة إلى أن السلالة الجينية التي تبلغ ذروة ترددها فيهم هي سلالة J1 أو كما تسمى علميا المجموعة الفردانية العربية والكوهينية كونها تنتشر عند اليهود الأصليين أبناء عم العرب ؛ وتبلغ نسبة السلالة في المملكة المغربية حسب تصريح أناتولي ما يفوق 43%.
راجع تصريح البروفيسور أناتولي على برنامج 《رحلة في الذاكرة 》الذي يذاع على قناة RT الروسية من هنا .
وكذالك أكد نفس الأمر الدكتور سبنسر والاس عالم الأنثروبولوجيا والجينالوجيا الأمريكي في جامعة كورنيل الأمريكية ؛ إذ صرح أن السلالة J1 ترتبط بالعرب واليهود بما يفوق نسبته 70% .
التحليل لدى الشركات الجينية التجارية أي حجية علمية
يظن عدد كبير من العامة أن التحليلات التي تجريها الشركات التجارية اليهودية والأمريكية، لها حجية علمية وأنها تحدد العرق أو الأصول، وهذا بطبيعة الحال شيئ منكر علميا فلا يوجد أي إعتراف علمي بصحة النتائج التي تصدر عن هذه الشركات بل إن العلماء وذوي الإختصاص يحذرون من خطورة هذه التحاليل على المستفيد تحت غطاء وهم تحديد العرق ويصنفون هذه التحاليل ب《Recreational Genetics》أي علم الوراثة الترفيهي.
وقد أصدر العلماء المختصين في جينالوجيا الحمض النووي دراسة مفصلة حول مصداقية هذه التحاليل التي تجريها هذه الشركات تحت عنوان { The Science and Business of Genetic Ancestry Testing}، وقد نشرت هذه الدراسة في جميع المجلات العلمية المحكمة عالميا كمجلة أوكسفورد العلمية، ومجلة هارفرد العلمية، ومجلة Science الأمريكية إلخ.
وإن العلماء من خلال هذه الدراسة أكدوا محدودية التحاليل الجينية التي تجريها هذه الشركات التجارية في تحديد العرق والأصول بصريح العبارة بقولهم : ” الناس غالبًا ما يشترون الاختبارات الجينية للتعرف على عرقهم أو إثنيتهم، ولكن لا توجد علاقة واضحة بين الحمض النووي للفرد وانتمائه العرقي أو الإثني”.
● كما يضيف العلماء في نفس الدراسة مصرحين : 《 تزعم العديد من اختبارات السلالة الجينية أيضًا أنها تخبر المستهلكين بمكان نشأة سلالة أجدادهم والمجموعة الاجتماعية التي ينتمي إليها أسلافهم. لكن في الحقيقة، نادرًا ما تكون أنماط الإقامة الحالية مطابقة لما كان موجودًا في الماضي..، وبالتالي فإن قواعد البيانات الخاصة بالعينات الحالية قد توفر خيوطًا كاذبة “. (راجع هنا)
● ويختم العلماء في الدراسة قائلين 《 وبالتالي، لا ينبغي النظر إلى هذه الاختبارات على أنها تحدد عرق أو إثنية المتقدم للاختبار. ولا يمكنهم تحديد مكان المنشأ أو الانتماء الاجتماعي حتى لسلف واحد على وجه اليقين 》.
وهذا أيضا ما قد سبق وأكدته الحكومة الأمريكية وهي تحدر المواطنين من خطورة ما يسمى التحليل الجيني للأصول البعيدة وإختابه وراء وهم العرق والمصداقية فتقول :
وعليه يتضح من خلال ما صرحت به وزارة الطاقة الأمريكية أن العرق لا يوجد له أساس وراثي أصلا ولا يوجد أي جين متميز لعرق عن أخر ولا يوجد أي هابلوغروب يميز عرقا عن أخر، وبالتالي فإن ما تقوم به هذه الشركات التجارية هو مجرد إحتيال تحت غطاء العرق وكذالك الأمر بالنسبة للأوراق البحثية التدليسية التي تنشر أحيانا من طلاب الجامعة في بعض المجلات العلمية التي تدعمها هذه الشركات ماديا.
وهذا نفس ما كانت قد صرحت به الدكتورة روزي كامرون (Rose Cameron) أستاذة في علم النفس بجامعة إدنبورغ البريطانية قائلة : “ إن العرق عاد إستغلاله أكثر من أي وقت مضى ولكن هذه المرة من طرف الشركات الجينية “. (راجع هنا)
وتنبغي الإشارة حقيقة هامة مفادها أن كل الشركات التي تعنى بتحليل الحمض النووي هي يهودية سواء تواجد مقرها الرئيسي في إسرائيل أو أمريكا، فشركة 23andme مؤسستها Anne Wojcicki وهي يهودية الأصول، كذالك شركة MyHeritage مؤسسها صهيوني ومقرها الرئيسي إسرائيل، كما أن شركة FamilyTreeDNA مؤسسها Bennett Greenspan يهودي صهيوني أمريكي، وهذه هي أمهات الشركات في هذا المجال.
وهذه الشركات كما أسلفنا غرضها تجاري تدليسي صرف، ولا توجد أي مصداقية علمية في تحاليلها فهي ستعطيك أصول عرقية (أي مجالية) وهمية بناء على ما أعطيتها من معلومات شخصية، حتى لو أرسلت لهم عينة لأحد الحيوانات مكان عينتك وهذا ما قام به أحد الأجانب بحيث أرسل عينة لسحليته (IGUANA)، مكان عينته لشركة مختصة في تحليل الجينات، فكانت النتيجة أنها من أصول عرقية إفريقية أشكينازية وحاملة للسلالة E على أحد تحوراتها.
● ونفس الأمر تكرر عندما أرسلت صحافية أمريكية عينة لها لإحدى الشركات فإكتشفت أنها من سلالة كلاب ؛
كما نذكر قبل ختم هذه الفقرة أن ما تقصده تلك الشركات بشمال إفريقي أو شرق أوسطي لا يعني بالضرورة عربي أو بربري ؛ فإذا ذهبنا للموقع الرسمي لتلك الشركات لمعرفة ما يقصد ب شمال إفريقي في نتائجها سنجد :
شركة MyHeritage DNA تعرف شمال إفريقي ب : 《يتشارك سكان شمال إفريقيا بعض السمات الوراثية مع جيرانهم في جنوب أوروبا، لكن توسع الإسلام غربًا في القرن السابع وما تلا ذلك من تعريب شمال إفريقيا، وضع المنطقتين على مسارات متباينة ثقافيًا و عرقيًا ولغويًا》.
شركة 23AndMe تعرف شمال إفريقي ب : 《تتمتع شعوب غرب آسيا وشمال أفريقيا بروابط لغوية وجينية عميقة مع بعضها البعض يعود تاريخها إلى بعض الهجرات المبكرة خارج أفريقيا. كما أدى انتشار الإسلام خلال الـ 1400 سنة الماضية إلى تشكيل المشهد الوراثي الأحدث في المنطقة بشكل كبير، مما يجعل من الصعب تعيين بعض الحمض النووي لمجموعة سكانية واحدة فقط 》.
■ وحسب نفس الشركة (MyHeritage) من موقعها الرسمي تصرح ؛ 《تختلف المجموعات الجينية عن التقديرات العرقية، حيث يمكن أن تتكون مجموعة معينة من عرق واحد أو أكثر. يتشارك أعضاء المجموعة الجينية في الأصول الجغرافية. لكنهم قد يأتون من خلفيات عرقية متنوعة 》؛
فالعملية التي تقوم بها هذه الشركات كما تقول الدكتورة روزي كامرون (Rose Cameron)؛ 《 يمكنهم إخبارك بمن ترتبط به الآن عن طريق مقارنة العلامات في جيناتك بالعلامات من هؤلاء الأشخاص الآخرين حول العالم…، فهم يعملون على تحديد “أسلافك” على أساس من تشارك الحمض النووي معه في (الحاضر)، ولكن لا يمكن لهم تحديد أسلافك قبل قرن مضى 》 . فطبيعي أن تقول لك الشركة في النتيجة أنك لك نسبة عالية من شمال إفريقيا رغم أنك عربي وعلى سلالة جينية مشرقية الأصل لأن هذه الشركة تقارن جينومك مع أشخاص حاليين من شمال إفريقيا كجغرافيا لا كعرق فالمعنى منها أن أقاربك الحاليين جينيا موجودون في شمال إفريقيا ؛ ودقتها لا تفوق 100 سنة ؛ بينما دخول العرب لشمال إفريقيا فهو قبل 900 سنة ؛ ولهذا نجد أن الدراسات الجينية المحكمة تكون أكثر شمولية ودقة وموضوعية في مسألة الأصول الجينية القديمة وهذا سبب رئيسي في تصنيف هذه التحاليل لدى الشركات التجارية أنها فقط للتسلية لا غير وليس لها صفة علمية .
وعليه فتفسير شمال إفريقيا يعني مجال جغرافي فيه خليط جيني متراكم منذ قبل مائة (100) سنة مكون من عدة أعراق سواء عرب وأمازيغ واوروبيين أفارقة إلخ، وليس كما يفسرها بعض العوام من غير المتخصصين بأنها تعني أمازيغي كعرق فقط ؛ فلا يوجد أصلا تحليل يقول لك بشكل مباشر أنت عربي أو هندي أو فارسي أو تركي لأن الجينات لا علاقة لها بالعرق كقاعدة ومبدأ علمي تام في هذا المجال.
●والأمازيغ حسب الدراسات الجينية المحكمة في علم الوراثة هم خليط جيني ؛ وهذا ما أكدته أخر دراسة منشورة في الوسط العلمي التي أشرف عليها 14 مركزا علميا بقيادة الدكتورة Rebecca Anne MacRoberts من جامعة إيفورا بالبرتغال ؛ إذ جاء في هذه الدراسة صراحة :《السكان البربر على وجه الخصوص غير متجانسين وراثيا》
ونفس الأمر تؤكده دراسة جينية أخرى حديثة عن مجلة Nature العلمية البريطانية تحت عنوان 《Understanding the genomic heterogeneity of North African Imazighen: from broad to microgeographical perspectives 》بالعربية 《 فهم عدم التجانس الجينومي للأمازيغ في شمال أفريقيا : من المنظور الواسع إلى المنظور الجغرافي المصغر 》 يمكن الإطلاع عليها بالضغط هنا.
______{مقتطفات}______
جاء في دراسة أقامها معهد ماكس بلانك الألماني، والصادرة عن مجلة (Science) الأمريكية ، حول أصول سكان شمال إفريقيا الحاليون :
والترجمة مفادها : “ يشترك سكان شمال إفريقيا الحاليون أغلبية أسلافهم مع سكان الشرق الأدنى الحاليين، وليس مع الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى “.
______
ورد في دراسة جينية أخرى صادرة عن جامعة أوكسفورد سنة 2022، تحت عنوان (Ancient Human DNA and African Population History)، عن الأصول الجينية المشرقية لسكان شمال إفريقيا سواء القدامى أو الحالين بحيث جاء فيها
والترجمة مفادها : “ إن العديد من سكان شمال إفريقيا الحاليين يشبهون سكان الشرق الأدنى الحاليين من الناحية الوراثية أكثر من أولئك الذين يعيشون في جنوب الصحراء الكبرى“.
____
ورد في دراسة سانشيز الجينية الصادرة سنة 2021، تحث إشراف المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني والتي تحمل عنوان 《Population history of North Africa based on modern and ancient genomes》:
____
جاء في دراسة سانشيز سالفه أيضا :
_______
جاء في نتائج دراسة أرونا 2017 ؛ مجموعة من الحقائق أهمها أن السكان في شمال أفريقيا غير متجانسين للغاية ويتكونون من مكونات وراثية من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب الصحراء الكبرى وأوروبا (١) ؛ وأن التوسع العربي كان له أثر ثقافي ووراثي (جيني) مهم في شمال أفريقيا (٢)؛ وأن البربر يعتبر شعبًا متنوعًا وغير متجانس وراثيًا (٤).
________
جاء في مؤلف علمي للدكتورة ايلين ميرفي (Eileen Murphy) أستاذة علم الآثار الحيوية والدكتورة روزالي ديفيد (Rosalie David) عالمة الآثار والمصريات حول خلاصة ما أجمع عليه العلم الجيني بخصوص الأصول الوراثية للمغاربة :
◀️ مرفقات مرئية موجزة قابلة للتحميل
_ بخصوص الجينوم القديم لسكان شمال إفريقيا ؛
أولا : خلاصة دراسة جينية صادرة عن معهد أوكسفورد للعلوم سنة 2021، تحمل عنوان : 《Projecting Ancient Ancestry in Modern-Day Arabians and Iranians: A Key Role of the Past Exposed Arabo-Persian Gulf on Human Migrations》ورد فيها عن أصل الإيبيروموريسين أقدم سكان شمال إفريقيا:
ثانيا : خلاصة دراسة سانشيز الجينية الصادرة سنة 2021، تحث إشراف المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني والتي تحمل عنوان 《Population history of North Africa based on modern and ancient genomes》ورد فيها عن الأصل الجيني للإيبروموريسين:
_ بخصوص الأصول الجينية للمغاربة الحاليين ؛
أولا : خلاصة دراسة جينية أقامها معهد ماكس بلانك للعلوم الألماني والصادرة عن مجلة (Science) الأمريكية تحت عنوان “Pleistocene North African genomes link Near Eastern and sub-Saharan African human populations “، سنة 2018 جاء في هذه الدراسة تفصيلا :
ثانيا : خلاصة دراسة جينية أقامها معهد أوكسفورد للعلوم سنة 2022، منشورة بمجلة أوكسفورد العلمية تحت عنوان “Ancient Human DNA and African Population History” جاء فيها :
ثالثا : خلاصة دراسة الدكتورة أرونا Arauna أستاذة علم الجينوم القديم بجامعة توبنغن الألمانية ومن معها الصادرة سنة 2017، وقد أشرف على هذه الدراسة المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني (CSIC) جاء فيها :
رابعا : خلاصة دراسة الدكتورة أرونا Arauna أستاذة علم الجينوم القديم بجامعة توبنغن الألمانية ومن معها الصادرة سنة 2015، وقد أشرف على هذه الدراسة المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني CSIC جاء فيها :
خامسا : خلاصة دراسة سانشيز الجينية الصادرة سنة 2021، تحث إشراف المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني (CSIC) والتي تحمل عنوان 《Population history of North Africa based on modern and ancient genomes》ورد فيها :
سادسا : جاء في مؤلف علمي للدكتورة ايلين ميرفي (Eileen Murphy) أستاذة علم الآثار الحيوية والدكتورة روزالي ديفيد (Rosalie David) عالمة الآثار والمصريات حول خلاصة ما أجمع عليه العلم الجيني بخصوص الأصول الوراثية للمغاربة :
__________________
تم إنشاء المقال بالاستعانة بالمعلومات والمراجع والتوصيفات الواردة بالبحث العلمي المنشور على مجلة Academia.edu تحت عنوان 《Genetic studies on Moroccans Statement of the genetic origins of the Arabs and Amazighs of Morocco》للباحث ؛ ا.ت.س ياسين.
استمروا في نشر الحقائق يا عرب❤🇲🇦
شكرا لكم