مقالات متنوعة

دولة الموحدين والعرب

● لعبت الدولة الموحدية دورا كبيرا في تعريب المغرب وذالك من خلال إعماره بجموع عديدة من عرب أهمها بنو هلال وبنو سليم وبنو معقل ؛

👈 كان الموحدون يقولون عن أصلهم أنهم عرب أقحاح ؛ يقول عبد الواحد المراكشي (القرن 13م) معاصر حقبة الدولة الموحدية في كتابه ” المعجب في تلخيص أخبار المغرب ” ؛《 أن عبد المؤمن بن علي خليفة الموحدين كان يقول خطبته إذا ذكر كومة (كومي) لست منهم وإنما نحن لقيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ولكمية علينا حق الولادة بينهم والمنشأ فيهم وهم الأخوال وهكذا أدركت من أدركت من أولاده 》. (راجع المصدر هنا)

وأما المهدي بن تومرت مؤسس دولة الموحدين فكان يصف شخصه وأصله في كل رسائله وفي كتبه بالقول ؛《 من محمد بن عبد الله العربي القرشي الهاشمي الحسني الفاطمي المحمدي》وهكذا كان يصفه الخطباء والفقهاء كما أكد عبد الواحد المراكشي في 《المعجبهنا.

رسالة المهدي إلى جماعة الملثمين بسوس راجع كتاب رسائل ديوانية موحدية ص14.

👈 إعتماد الموحدين على العرب في قيام دولتهم وحروبهم يقول ابن الأثير (1160م) معاصر الدولة الموحدية عن هذا ؛《 فلما وصل كتاب محمد إلى العرب سارعوا إلى المسير إلى مراكش، فلما وصلوا إليها أعطاهم عبد المؤمن نساءهم وأولادهم وأحسن إليهم وأعطاهم أموالاً جزيلة، فاسترق قلوبهم بذلك، وأقاموا عنده، وكان بهم حفياً، واستعان بهم على ولاية ابنه محمد للعهد على ما نذكره سنة إحدى وخمسين》. (راجع المصدر هنا)

إقرأ أيضا:طلبة الصين : اللغة العربية، مستقبل أفضل وأجمل

يقول عبد الواحد المراكشي (1185م) ؛ 《 وسار هؤلاء العرب حتى نزلوا على المنصور بن المنتصر! فصالحهم على أن يجعل لهم نصف غلة البلاد من تمرها وبرها وغير ذلك فأقاموا على ذلك باقي أيامه وايام ابنه الملقب بالعزيز وأيام يحيى إلى أن ملك البلاد أبو محمد عبد المؤمن- رحمه الله- فأزال ذلك من أيديهم وصيرهم جمداً له وأقطع رؤساءهم بعض تلك البلاد.

فكتب إليهم رسالة يستنفرهم إلى الغزو بجزيرة الأندلس وأمر أن تكتب في آخرها أبيات قالها- رحمه الله- في ذلك المعنى وهي :

أقيموا إلى العلياء هوج الرواحل/ وقودوا إلى الهيجاء جرد الصواهل

وقوموا لنصر الدين قومة ثائر / وشدوا على الأعداء شدة صائل

فما العز إلا ظهر أجرد سابح / يفوت الصبا في شده المتواصل

وأبيض مأثور كأن فرنده / على الماء منسوج وليس بسائل

بني العم من عليا هلال بن عامر / وما جمعت من باسل وابن باسل 》. (راجع المصدر هنا/هنا)

إقرأ أيضا:استعراب بلاد المغربِ

ويقول ابن عذاري المراكشي ؛ 《 ولما كان يوم الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة أمر الخليفة بتقدم قبيل هنتانة وتينمل وحركتهم من فاس إلى قصر المجاز برسم الجواز إلى الأندلس وكان شيوخ العرب بجميع قبائلهم قد وصلوا إلى المهدية برباط الفتح سلا أيام إقامة أمير المؤمنين فيها فأنعم عليهم بالكسوات العجيبة والبركات الجزيلة واشترطوا على أنفسهم أن يحضروا لهذه الغزوة في مائة وثلاثين ألفاً بين فارس وراجل 》 . (راجع هنا)

👈 عن عدد العرب الذين أدخلهم الموحدون للمغرب وكثرتهم يقول ابن صاحب الصلاة مؤرخ الدولة الموحدية ؛ 《وقد استاق الخليفة عبد المؤمن، من العرب من رياح وبني جشم وبني عدي من بني هلال وقبائلهم ما يضيق بهم الفضا ونافسوا الحصى والذباب في كثرته 》. (راجع هنا)

👈 إكرام الموحدين للعرب وتشجيعهم على دخول المغرب والإنخراط في الجندية بمضاعفة أجرتهم، يقول عن هذا ابن صاحب الصلاة مؤرخ الدولة ؛《 وأمر أمير المؤمنين للعرب ببركتهم فخرج للفارس الكامل منهم خمسة وعشرون ديناراً، ولغير الكامل خمسة عشر ديناراً، والراجل سبعة دنانير، وخرج لأشياخ العرب لكل شيخ منهم خمسون ديناراً، ولكل رئيس منهم على قبيلة مائتا دينار، وكسا جميعهم بالقباطي، والقمص، والغفاير، والعمائم، وأعطاهم السيوف المحلاة، والدروع السابغات، والبيض والقنا من الرماح الطوال 》. (راجع الصفحة 466 من كتاب المن بالإمامة هنا)

إقرأ أيضا:المغرب العربي

👈 سياسة الموحدين تجاه العرب والبربر يقول عنها المؤرخ أبو القاسم الزياني في كتابه 《 الترجمانة الكبرى 》 ما نصه ؛ ” وسياسة البربر هي ما أوصى به عبد المومن بن علي ولده يوسف العسري لما كتب له ولاية العهد ، قال له : عقوبة العرب المال وعقوبة البربر القتل ، فإياك أن ترفع السيف عن البربر، وترفع المال عن العرب، فلا يستقيموا الا على هذا المنوال ” (راجع الصفحة 71 هنا)، وقد إرتكب الموحدون تطبيقا لهذه السياسة عدة إبادات في حق قبائل البربر ولعل أهمها ما نذكره كالتالي :

● عن إبادة الموحدين لسكان مدينة سلا عند فتحها يقول إبن عذاري المراكشي “ فتحها على يد رجل يسمى يبورك وابنيه محمد وعلى، وذلك أنهم أرسلوا إلى الموحدين فوصلوهم ليلا وصنعوا السلالم فصعدوا بها على السور، وقتلوا كل من وجدوه على السور، ودخلوا سلا، ووجدوا فيها أناسا، وهرب آخرون فى حلق الوادى فرجع عليهم فغرقوا، فعيَّد فيها عبد المومن عيد الأضحى، وولى عليها عبد الواحد الشرقى، وأقامت سلا على طاعة الموحدين “. (راجع هنا)

● وعن إبادة الموحدين لسكان مراكش يقول إبن الاثير الجزري 1160م : “ ولما قتل عبد المؤمن من أهل مراكش فأكثر فيهم القتل اختفى كثير من أهلها، فلما كان بعد سبعة أيام أمر فنودي بأمان من بقي من أهلها، فخرجوا، فأراد أصحابه المصامدة قتلهم، فمنعهم، وقال : هؤلاء صناع، وأهل الأسواق من ننتفع به، فتركوا، وأمر بإخراج القتلى من البلد، فأخرجوهم، وبنى بالقصر جامعاً كبيراً، وزخرفه فأحسن عمله “. (راجع هنا)

● وعن إبادة الموحدين لسكان دكالة يقول إبن الأثير الجزري 1160م : “ وفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة : سار بعض المرابطين من الملثمين إلى دكالة، فإجتمع إليهم قبائلها، وصاروا يغيرون على أعمال مراكش، وعبد المؤمن لا يلتفت إليهم، فلما كثر ذلك منهم سار إليهم سنة أربع وأربعين، فلما سمعت دكالة بذلك انحشروا كلهم إلى ساحل البحر في مائتي ألف راجل وعشرين ألف فارس، وكانوا موصوفين بالشجاعة.

وكان مع عبد المؤمن من الجيوش ما يخرج عن الحصر، وكان الموضع الذي فيه دكالة كثير الحجر والحزونة، فكمنوا فيه كمناء ليخرجوا على عبد المؤمن إذا سلكه، فمن الإتفاق الحسن له أنه قصدهم من غير الجهة التي فيها الكمناء، فانحل عليهم ما قدروه، وفارقوا ذلك الموضع، فأخذهم السيف، فدخلوا البحر، فقتل أكثرهم، وغنمت إبلهم وأغنامهم وأموالهم ، وسبي : نساؤهم وذراريهم “. (راجع هنا)

● وعن إبادة الموحدين لسكان السوس يقول إبن القطان الفاسي 1167م في كتاب «نظم الجمان» : “ وأن الموحدين أعزهم الله تعالى لما استولوا على بلاد السوس من أوله إلى آخره، من فوقه إلى أسفله، فقتل أهله، وانجلى من لم يقتل منهزمين إلى كل أفق مما حواليه من هنكيسة وجزولة، وبعضهم قد انحصر مع الملثمين بتيونوين، فكان آخر هزائمهم التي هزمهم الموحدون أعزهم الله تعالى فيها هي الهزيمة التي قتل فيها توجين ؛ ثم قنطوا من سوس ويئسوا منه، فانقبضوا بتيونوين في ذل وخزي ورعب، لا يستطيعون حيلة، ولا يقدرون على حركتهم، والحمد لله الذي أظهر ضعفهم، وأخذهم بسوء فعلهم …“.

● وعن إبادة ما بقي من برابر السوس والملثمين (مرابطين) يضيف إبن القطان مؤرخ البلاط الموحدي : “.. فبادروا إلى النزول في بلادهم، فميزنا عسكراً مباركاً من خيل ورجل، فخرجوا إلى ناحية تارودانت، وبعثنا تلك الليلة سرية إلى أسفل السوس، فوجدوا بلاد المجسم معمورة قد سكنوا بأهاليهم ومواشيهم، فقتلوهم وغنموا أموالهم بقرا وغنماً ودواب وعبيداً، وسبوا ذراريهم وأهاليهم، ورجعوا سالمين غانمين. ثم بعثنا سرية أخرى في الليلة التي تليها إلى بقية تلك الناحية، أعني أسفل السوس، فقتلوا مقتلة أكثر من الأولى، وغنموا أكثر مما غنم أصحابهم. وأما العسكر فقصدوا إلى تارودانت حتى دخلوها، فوجدوا البقية التي رجعت إليها هاربين قد بعث إليهم الملثمون المحصورون بتيونوين حين عاينوا عسكر الموحدين أعزهم الله تعالى قد أقبل إليهم فقالوا لهم : انجوا بأنفسكم ! قد غشيكم عسكر الموحدين أعزهم الله تعالى، فهربوا إلا بعض من كان في أطراف البلد مثل تاجندويت ورقالة، فقتل الموحدون من وجدوا “. (راجع الكتاب هنا)

السابق
الفينيقيون العرب
التالي
العرب في تامسنا

اترك تعليقاً