في الإسلام، يُعتبر القدر جزءاً أساسياً من الإيمان، حيث يُعرّف بأنه نظام محكم وضعه الله لإدارة العالم والمخلوقات. يتضمن هذا النظام علم الله الشامل بكل الأحداث المستقبلية والحاضرة، وكتابة هذه الأحداث بدقة، وإرادة الله لها. يُعرّف القدر شرعاً بأنه تقدير الله لما سيحدث بدقة ومواعيد زمنية محددة، مما يحترم حرية الإنسان ضمن حدود معينة ويجعل الأفراد مسؤولين عن اختياراتهم. يتألف فهم القدر من عدة جوانب: العلم الذي يشمل معرفة الله الواسعة بكل شيء، والكتابة التي تتضمن تسجيل كل تصرفات البشر والأمم في اللوح المحفوظ، والإرادة التي تمثل رغبة الله في حدوث الأمور وفق تصميمه، والخلق الذي هو تنفيذ هذه الرغبات. على الرغم من أن القدر والقضاء والقدر قد يبدوان متعارضين ظاهرياً، إلا أنهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، حيث يقود القدر إلى الإقرار بوجود قاضي عليم حكيم ويحقق انسجاماً داخلياً عميقاً تجاه الحياة الدنيا. اعتناق العقيدة الإسلامية المتكاملة المرتبطة بمبادئ القدر والجهاد الروحي ضد الشيطان والشعوذة يعتبر أساس نجاح الإنسان وتحقيقه للسعادة الحقيقية والسلوك المثالي خلال حياته القصيرة نسبياً بالمقارنة مع طول العمر الأخروي الأبدي.
إقرأ أيضا:الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 4 (أبو مروان عبد الملك بن زهر)إقرأ أيضا