تاريخ وأحداث

الحضارة الفينيقية بشمال افريقيا

الحضارة الفينيقية بشمال افريقيا

“يعتبر الفينيقيون أمة سامية، هاجر أبناؤها من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام واستقروا في لبنان وبالتحديد في مدينة صيدا ومدينة صور. والفينيقيون، بطبيعة الحال، أمة بحرية يعيش ابناؤها على التجارة ويهتمون بتأسيس المدن على سواحل البحر الأبيض المتوسط لترويج بضائعهم. كما أن بعد المسافة بين صيدا والأندلس قد دفع بالفينيقيين إلى إقامة مراكز تموين وإصلاح السفن في المدن الساحلية بشمال إفريقيا الذين كانوا يحصلون على الأقمشة المصبوغة بالحمرة والأواني والزجاج ويصدرون إلى الفينيقيين الأنعام والأصواف والجلود وريش النعام والعاج، ونتيجة لذلك أسس الفينيقيون حوالي 300 مركز تجاري بشمال إفريقيا وبناء 200 مدينة لتقوية العلاقات التجارية بينهم وبين إخوانهم الكنعانيين بهذه المنطقة الإستراتجية. ومن المدن الساحلية التي انتشر فيها الفينيقيون بكثرة نخص بالذكر : تونس وبنزرت وسوسة ( في تونس)، ومدن : الجزائر، بجاية، عنابة، جيجل، القل، شرشال، دلس، تنس، تيقزيرت (في الجزائر)، ومدن : طنجة، مليلة، أجادير، آسفي, أزمور, البريجة او مازاكان (الجديدة), أنفا وغيرها (بالمغرب).

وبإختصار، ففي سنة 880 ق.م أو 814 ق.م في بعض الروايات التاريخية، تمكن الفينيقيون بسبب صراعات داخلية في مدينة صور ( العاصمة الثانية للفينيقيين) من إقامة دولة قرطاجة في شمال إفريقيا والتي تحولت إلى دولة بحرية قوية تسيطر على مدن وشواطئ شمال إفريقيا والأندلس، وتحمي الفينيقين المتواجدين في صور نفسها وكذلك سكان شمال إفريقيا وصقلية والأندلس من طغيان اليونان والرومان.

إقرأ أيضا:التقسيم القبلي للعرب في المغرب خلال القرن الثامن عشر (جيمس. ج. جاكسون) مُوَضِّحاً

وفي الحقيقة أن الفينيقيين الذين أسسوا دولة قرطاجة في بلدان المغرب العربي المعروفة في وقتنا الحالي، لم يكن هدفهم إقامة مراكز تجارية فقط بل الإستقرار التام في المنطقة؛ وازدادت أواصر التعاون والمودة بين الفينيقيين والأهالي بشمال إفريقيا عن طريق الزواج والعمل المشترك في المشاريع التجارية. وبعد انتقال الفينيقيين إلى شمال إفريقيا تغيرت تسميتهم حيث أصبح يطلق عليهم إسم “البونقيين”.

إقرأ أيضا:التقسيم القبلي للعرب في المغرب خلال القرن الثامن عشر (جيمس. ج. جاكسون) مُوَضِّحاً

وقد إنهارت دولة قرطاجة سنة 146 ق.م وذلك بعد الصراع الطويل بين الجنس السامي والآري، أو الصراع بين العنصر الأسيوي- الإفريقي والعنصر الأوربي.

مقتطفات من كتاب الدكتور (عمار بوحوش. التاريخ السياسي للجزائر مند عهد الفينيقيين الى 1962).

السابق
مدرسة الرماة بالمغرب
التالي
الصيد بالصقور والجوارح بالمغرب العربي

اترك تعليقاً