شلوح أو الشُّلُوحُ أو الشَّلْحِيُّونَ هم أحد التجمعات العرقية التي تسكن جبال الأطلس والسوس، ويتكلمون اللغة الشلحية أو تشلحيت أو ما يعرف بالشلحة، وهم يعيشون حياة بدوية قائمة على تربية المواشي والزراعة.
لقد إختلف المؤرخون حول أصول الشلوح العرقية والغالب فيهم يقول أنهم خليط بين البربر والعرب الذين تبربروا أو تشلحوا، فيقول المختار السوسي الإلغي في هذا : “ غالب الأسر العربية الأصل فانها تشلحت حتى نسيت لغتها وإن لم تنس غيرتها العربية الدينية “. (راجع كتاب إيليغ قديما وحديثا، ص10)
لكن هذا الإستنتاج الذي ذهب له المختار السوسي الإلغي ومن قبله فهو يأخد بأقوال حقبة سبقت الإحتلال الذي سيعرفه المغرب من الممالك الغربية الصليبية والكلام هنا خاصة عن البرتغاليين الذين سيستولون على معظم سواحل المغرب.
فدخول البرتغاليين لبلاد المغرب كان له تأثير ديموغرافي على الشلوح خاصة بحيث أنهم تزاوجوا معهم وأصبحت هناك أسر برتغالية الأصل منسوبة للشلوح وهذا ما يؤكده مؤرخو ورحالة القرن السابع عشر والثامن عشر ميلادي.
فنأخد على سبيل المثال جيمس جراي جاكسون (JAMES GREY JACKSON) وهو من أهل القرن الثامن عشر ميلادي، كان قد أقام في المغرب مدة ستة عشر سنة كدبلوماسي بريطاني وزار جميع مناطق المغرب من بينها بلاد الشلوح في جبال الأطلس وسوس فيقول في مؤلفه (An Account of the Empire of Morocco) عن أصولهم : “ الشلوح في جبال الأطلس وفروعهم متنوعة جنوب المغرب…، ويقال إن العديد من العائلات من بين هؤلاء الأشخاص ينحدرون من البرتغاليين، الذين إمتلكوا جميع الموانئ على الساحل “. (راجع هنا)
إقرأ أيضا:قبائل بني هلال بمنطقة الشاوية بالمغربوعلى نفس المنوال نجد جديديا مورس (Jedidiah Morse)، وهو عالم جغرافي أمريكي الملقب بأبو الجغرافية الأمريكية يقول في كتابه (The American Universal Geography)، حوالي 1786م عن أصل الشلوح : “ يقال إن العديد من عائلات الشلوح ينحدرون من البرتغاليين، الذين امتلكوا جميع الموانئ على الساحل قبل اكتشاف أمريكا “. (راجع هنا)
وإلى جانب ما سلف نستعين كذالك بما أورده المؤلف الأمريكي جون لويس بلايك (John Lauris Blake) وهو عضو الجمعية الأمريكية للآثار سنة 1815م، بحيث يقول عن أصل الشلوح : “ الشلوح، الذين يحتلون الأجنحة الجنوبية للأطلس..، العديد من عائلاتهم مشهورون أنهم من نسل البرتغاليين، الذين احتلوا في يوم من الأيام معظم البلدات الواقعة على الساحل الغربي“. (راجع هنا)
وإذا ما رجعنا للرسائل التي تعود لحقبة الإحتلال البرتغالي يورد لنا الدكتور عبد الكريم كريم في كتابه المهم {المغرب في عهد الدولة السعدية} أن شلوح سوس ماسة كانوا يوالون البرتغاليين ضدا في العرب بحيث ورد في المؤلف :
إقرأ أيضا:الحضارة الفينيقية بشمال افريقيا“ وتحفظ لنا الوثائق التاريخية رسالة وجهها سكان ماسا الى الملك البرتغالي إيمانويل مؤرخة بسنة 1510م، وهي تلقى ضوءا على أوضاع بلاد سوس وعلى النفوذ البرتغالي بها، وتدلنا على ناحية أكثر أهمية وهي موقف الأهالي..، والرسالة مكتوبة بلغة أقرب إلى العامية منها الى العربية الفصحى، وقد جاء في مطلعها : { يصل بيد السلطان العادل سلطان البرين وأقاليم الهندي دون منوال }، ثم تذكر الرسالة مدى السرور والفرح الذي عم أهالى مدينة ماسا لما علموا بأن الملك البرتغالى قد عزم على اقامة قوات عسكرية ببلادهم ، ولا يخفون عليه أنهم قد أصبحوا آمنين فى بلادهم بعد الدخول فى طاعته. والذي يهمنا من هذه الرسالة أكثر مما تقدم، هو تعرضها لموقف أهالى سوس من سكان ماسا، فقد اخبروا الملك البرتغالي بأنهم يتحملون عداوة جيرانهم من العرب بسبب خضوعهم للبرتغال، وأن جيرانهم أي العرب {يخطفون اولادهم وابنائهم ويبيعونهم } “. (راجع ص35، هنا)
وبالتالي يمكن القول من خلال ما ذكر من مراجع وأقوال على سبيل المثال لا الحصر أن هناك إجماعا وشيوعا حول إنحدار عدد مهم من أسر الشلوح من البرتغاليين على غرار العرب المشلحين أيظا وهو ما يفيد بوجود تنوع كبير في عرقية الشلوح وإن كانت لغتهم الشلحية متقاربة فإن أصلوهم متنوعة.
إقرأ أيضا:قبيلة الخلط او الخلوط من عرب بني المنتفق بمنطقة الغرب_________________
مراجع أخرى
هناك أيظا مراجع أخرى تعود للقرن التاسع عشر ميلادي تطرقت للأصل البرتغالي للشلوح ونذكر على سبيل المثال :
1- كتاب «The Annual Register: World Events»، منشور سنة 1809م، جاء فيه عن الشلوح وأصلهم : “ الشلوح…، ينحدرون من البرتغاليين، الذين كانوا في السابق يقطعون جميع الموانئ …“. (راجع هنا)
2- كتاب «Cosmorama A View of the Costumes and Peculiarities of All Nations»، منشور سنة 1826م، جاء فيه عن أصل الشلوح : “ إن الشلوح الذين يستوطنون الجوانب الجنوبية للأطلس، مثل البربر في العيش الرعوي، ويختلفون عنهم في المظهر واللغة والأخلاق، والعديد من عائلاتهم مشهورون بأنهم أحفاد البرتغاليين الذين احتلوا ذات يوم معظم البلدات الواقعة على الساحل الغربي “. (راجع هنا)